الدولة السعودية الثانية ( 3 )


الحملات العثمانية على شبه الجزيرة العربية :


عاد والي مصر محمد علي الى التدخل ثانية في شؤون الدولة السعودية، ‏فقد كان يرمي إلى تكوين دولة كبرى على حساب الدولة العثمانية نفسها لكنه ادرك من خلال تجاربه أن للأسرة السعودية مودة وولاء في المنطقة، ‏فجهز جيشاً وضع على رأسه خالد بن سعود واسند قيادة الجيش إلى اسماعيل بك.

‏وقد حاول الأمام فيصل بن تركي أن يتفادى الصدام مع الجيش وأظهر حسن النية تجاههما فلم يفلح في ذلك حيث استمر الجيش في زحفه من المدينة الى الحناكية ثم الى القصيم.

‏سيطر الجيش العثماني على القصيم وحائل ثم توجه الى الرياض فدخلها دون قتال ‏وقد حاول خالد بن سعود أن يوسع دائرة نفوذه بالسيطرة على الجهات الواقعة في جنوبي نجد لكنه فشل في مسعاه.

‏وعندما شعر والي مصر بضعف موقف خالد بن سعود في المنطقة جرد حملة عسكرية ثانية بقيادة خورشيد باشا، ‏فلما نجح في دخول الرياض بعث إلى الأمام فيصل ينذره بالحرب أو الاستسلام فدارت بين الطرفين معارك عدة في (الدلم) انتهت بانتصار خورشيد باشا، ‏فاضطر الإمام فيصل إلى مقابلته لإنهاء الحرب واتفقنا على أن يتوجه فيصل إلى مصر مع قائد الحملة مقابل تأمين اتباعه وذلك في سنة 1254 هـ.





‏أرغم والي مصر على سحب قواته من شبه الجزيرة العربية بموجب معاهدة لندن سنة ‏1256 هـ، ‏اما ابن ثنيان فقد أصبح سيد الموقف ولكن الى حين، اذ تمكن فيصل بن تركي من مغادرة مصر والعودة الى منطقة نجد فاتجه الى منطقة جبل شمر فسانده أميرها عبد الله بن رشيد ثم تحرك باتجاه القصيم فسيطر عليها، ومنها توجه الى الرياض فدخلها.




الصراع الداخلي :

عقب وفاة الأمام فيصل بن تركي سنة 1282 هـ نزاعاً بين أبنائه على الحكم فقدت تولى الإبن الأكبر عبد الله بن فيصل مقاليد الأمور في البلاد لكن أخاه سعوداً نازعه الحكم بعد عام من توليته وحين اجتمعت لديه القوة العسكرية اللازمة سار بها لمحاربة أخيه.

‏اذ انتصرت عبد الله في معركة المعتلى سنة 1283 هجري بينما انتصر سعود في معركة جودة سنة 1287 هجري وقد تعاقب الاثنان على حكم الرياض لفترات قصيرة إذا تدخل والي بغداد العثماني في أحداث الصراع بحجة تأييد الإمام عبد الله بن فيصل بينما كانت بريطانيا تتعاطف مع منافسه سعود ولم يهدأ الصراع ‏الا بعد وفاة سعود بن فيصل سنة 1291 هجري و تنازع أخيه عبد الرحمن بن فيصل عن الحكم للإمام عبد الله وذلك بعد أن فقدت الدولة جزءاً كبيراً من قوتها.


‏عين ابن رشيد سالم بن سبهان اميرا على الرياض. خشي ابن رشيد أن يستعيد عبد الرحمن بن فيصل نشاطه في الرياض بعد وفاة أخيه فأعاد سالم بن سبهان إلى إمارة الرياض. ‏لم يطمئن عبد الرحمن بن فيصل لإعادة ابن سبهان الى الرياض فقبض عليه وعندئذ خرج محمد بن رشيد على رأس جيش من حائل الى الرياض أوائل سنة 1308 هجري . انتهت بالاتفاق على أن يكون عبد الرحمن بن فيصل إماماً للعارض والخرج مقابل إطلاق سراح ابن سبهان. ‏حتى ‏إذا جاءت سنة 1309 هجري ‏توجها ابن رشيد لقتال عبد الرحمن بن فيصل عند بلدة حريملاء وأسفرت المعركة ‏عن انتصار ابن رشيد ودخوله الرياض وانتهاء الدولة السعودية الثانية.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدولة السعودية الأولى (1)